جميل أن تحاول الألعاب الموجهة للأطفال الاقتراب من عالمهم الواقعي ومشكلاتهم اليومية مثل مشكلة التنمر وجميل أيضا أن توسع مداركهم لتطلعهم على مشكلات تهدد البيئة والعالم، وهذا ما حاولت لعبة ConcreteGenie تقديمه لكننا نرى أنه ربما كان يمكن أن تعالج هذه القضايا بصورة أكثر تربوية.
تحكي اللعبة قصة "آش" الصبي الفنان الذي يحب الرسم ويحب مدينته التي اضطر لمغادرتها بسبب الخراب الاقتصادي الذي حل بها، وآثار التلوث نفطي أصاب سواحلها، لكن حنينه لها يدفعه لزيارتها رغم عدم موافقة والديه وهناك يتعرض له مجموعة من الأطفال الذين يضايقونه ويأخذوا أدواته وكراسة رسمه المفضلة ويعبثوا بها، وفي رحلة بحثه عن أدواته تتحرر جنية كان قد رسمها في إحدى الأوراق وتبدأ في مساعدته لإعادة الألوان لجدران المدينة باستخدام فرشاة سحرية.
تتلخص مهام اللاعب في تلوين المزيد من منشآت المدينة بمساعدة الجنيات مما يجعل اللعبة في كثير من مشاهدها لوحة فنية جميلة ومبهجة خاصة وأنها مصممة للعمل بتقنية VR، كما يقوم بمحاربة بعض الوحوش الذين هاجموا الأطفال المتنمرين وأسروهم ومحاولة لتحريرهم بعد أن تساعده فرشاته السحرية في معرفة ماضي هؤلاء الأطفال وما تعرضوا له من آلام مثل طلاق الوالدين أو دخول أحدهما السجن، تشير الحوارات في اللعبة إلى أن هذه الآلام قد تكون السبب في سلوكهم السيء مما نرى أنه قد يمثل مبررا للأطفال في استخدام سلوك هجومي مع الآخرين إذا تعرضوا لظروف عائلية سيئة وإن كانت هذه اللمحة أظهرت البطل متعاطف مع مشاعر الآخرين بشكل جيد إلا أنه أيضا لم يحاول الدفاع عن نفسة بل اكتفى بالاستعانة بقوة الجنيات الخيالية لحل مشكلته.